التسميات

13 يوليو 2007

فـي كـون «خـُـزيمة» فـتاة وليست مقبرة..!


* مقبرة خزيمة بالعاصمة صنعاء. خاص
*محمد الحكيمي
في صنعاء لا يحب الناس عادة ًالحديث عن «خـُزيمة» كونها المقبرة الشهيرة التي تذكرهم بالموت، بيد أنهم لا يعلمون بأنها كانت قديماً، قيمة حية أمدت الناس بالحياة.. وهنا تكمن مفارقة رائعة مسكوت عنها في التاريخ اليمني.
في الثلاثينيات من القرن العشرين، كانت «خزيمة» هي القصة الأكثر إثارة التي تتناقلها مذكرات الأجانب الفرنسيين والروس، الذين تواجدوا في صنعاء آنذاك ضمن البعثات التي كانت تأتي للعمل في اليمن، ومنهم الأطباء والمهندسون وغيرهم، كان أغلبهم يشير إلى مخاوفه من هذا البلد المغلق والمعزول عن العالم. ولعل كتاباتهم التي ترجم منها القليل تفصح عن ذلك بوضوح تام.
يبدو القاسم المشترك في تدوين تلك المذكرات ، هو الاجماع الذي يشير بنوع من الإعجاب بتفاصيل هذا البلد العريق ..ولعل هذه التفاصيل لم تكن الطبيعة والبيئة سرها فحسب، بل الناس بقصصهم وحكاياتهم وقلوبهم المدهشة.
لقد كانت «خزيمة» إحدى أروع تلك التفاصيل.
من بين أطباء البعثات الأجنبية التي كان يتقدمها الطبيب الألماني «هانز» وهو مؤلف كتاب «اليمن من الباب الخلفي» كانت الطبيبة الفرنسية «كلوديا فايان» أكثر من ذكر بدهشة وإعجاب قصص تلك التفاصيل في كتابها الشهير «كنت طبيبة في اليمن» والذي أصدرته بالفرنسية وترجم للانجليزية والعربية، ترجمه الأستاذ محسن العيني (رئيس الحكومة اليمنية الأسبق)عندما التقاها في فرنسا بعد مغادرتها من اليمن.
تشير الدكتورة كلوديا إلى جملة من أروع القصص التي استحقت تدوينها عن اليمن. وشخصياً كانت الأروع قصة «خزيمة» وهي شابة مسيحية رائعة الجمال كانت تمكث في صنعاء مع أبيها تاجر البهارات المنتمي لإحدى الأسر التركية المستوطنة في اليمن.
طبقاً لفايان ، كانت «خزيمة» تحب صنعاء، عاشت منذ صغرها حتى أزهى فترات المراهقة مع أبيها وعامل يمني كان يقوم على خدمتهما.
كانت «خزيمة» تلتقي مع صديقاتها من الفتيات في عصر كل يوم بصنعاء، يقضين وقتهن بصورة بهجة، وهن يتناولن دفاً ويقومن بالرقص والغناء والاستمتاع بالحياة الممكنة.
وحينما تقدم والد خزيمة بالسن كثيراً، قرر مغادرة اليمن؛ كونه لا يمكن أن يترك ابنته وحيدة في صنعاء إذا ما داهمه الموت فجأة. غادر الرجل من صنعاء عائداً إلى تركيا، وغادرت معه خزيمة وهي حزينة لفراق المدينة التي نشأت فيها واحتضنت كل ذكرياتها.
بعد ذلك ،كانت تشير الروايات والحكاوي القديمة أيضاً إلى أن أخبار التاجر التركي وابنته اختفت بعد سفرهما لسنوات طويلة.
لكن القصة التي روتها فايان، مع مصدر آخر، تستحق الذكر ، تقول الحكاية : أن شيخاً عُرف عنه الصدق ويجمع عليه الناس، رأى في منامه ذات يوم فتاة تناديه وتبكي وفي ويدها رسالة أوصته بأن يوصلها للإمام. كان الحلم قوياً ويشير على الشيخ باتجاه منطقة ما خارج صنعاء التي كانت عبارة عن مدينة مسورة بسور من الطين.
لم يتردد الشيخ في الافصاح عن القصة، أخبر الشيخ الإمام أن الفتاة التي تراوده في الحلم كانت تشبه تلك الفتاة (خزيمة) التي غادرت منذ 60سنة.
وتقول فايان إن الإمام خرج بجنوده مع الشيخ الذي دلهم على المكان، ثم حفر الجنود حينها في مكان الموقع الذي تقف فيه شجرة كافور ضخمة ، فوجدوا جثة امرأة دفنت مع مجموعة من المجوهرات الثمينة، ووجدوا أيضاً رسالة في صندوق ذهب كتب بداخلها وصية تفيد بأن تبنى بيوت ومساكن للفقراء من المسلمين واليهود بهذه الأموال، ومدون في الوصية أن هذه الوصية هي وصية المرحومة (خزيمة) التي أوصت بأن تدفن في صنعاء مع مجوهراتها.
وكان أن أصدر الامام أمراً بوقف الارض التي دفنت بها (خزيمة) وجعلها مقبرة بأسمها وهي ما تزال كذلك حتى اليوم.

ربما تكون القصة هذه هي سبب التسمية لمقبرة خزيمة. ولربما تكون الحادثة من حكايات الخرافة، غير أن مصادر في مذكرات ورسائل الأجانب أشارت لتلك الواقعة بوضوح كون الناس ظلوا يرددونها لسنوات بعد أن شهدوا بناء بعض البيوت في المدينة.

بالنسبة لي: انحاز تماماً لتصديق القصة مثلما روتها الطبيبة كلوديا فايان.

هناك تعليقان (2):

  1. مثل هذه القصه يصدق لامرها كونها بعيده عن الخيال
    ومن احداث واقعيه

    ردحذف
  2. ممكن يااخي محمد ترجع الى هذا الرابط
    http://en.wikipedia.org/wiki/Bernadette_Soubirous

    وللتوضيح ممكن ترجع الى هذا الرابط
    http://arz.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%86%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%AA

    ردحذف