العبوة الناسفة التي تم زرعها في صحيفة المصدر بصنعاء. الصورة:المصدر |
* محمد الحكيمي
يبدو واقع مهنة الصحافة والحريات الصحفية في اليمن، قاتماً
للغاية اليوم، وربما كان أشد قتامة ﻻحقا، أكثر مما كنا نظن.
إننا إزاء عصر جديد من الانتقال المُهين لليمن؛ انتقال
السلطة من ملاحقة القتلة واللصوص، ومفجري خطوط الطاقة، إلى مطاردة الصحف، وترهيب الصحفيين.
المحبط أن ذلك صار مسوغاً كافياً لتبرير الانتهاك
الرسمي لمهنة الصحافة، وحرية الرأي والتعبير، (اللتان كفلهما القانون والدستور)، لدرجة
أن الترهيب الممنهج، ساد المشهد على ما عداه.
ما يثير الذعر اليوم، هو التطور الخطير الذي استهدف
صحيفة "المصدر" وطاقمها المهني، بعد العثور على عبوة ناسفة تزن 400 غرام،
من نوع "تي إن تي" لنسف المبنى بالكامل، زرعها مجهول على مدخل الصحيفة، عصر
الأربعاء الماضي بالعاصمة صنعاء.
أمام هذا الإرهاب أقف متضامناً بشدة مع الزملاء في
"المصدر"، ومع كل الزملاء الذين صاروا عرضة لاستهداف المنتقمين من الحقيقة.
لا أدري بالضبط، كم عملية تفجير استهدفت مقرات الصحف
في العالم من قبل؟ بيد أن حادثة كهذه تؤكد أننا أمام إرهاب جديد يطال الصحافة في
اليمن.
وما هو أهم أن محاولة التفجير هذه، تعد أكبر دليل
مادي على أن الجريـمة صارت الوسيلة الرائجة لإسكات الأخـبـار فـي اليمن.
إنها معادلة غير عادلة، وسيئة، ذلك أن الأشرار قرروا
استهداف حرية الرأي والتعبير، في الوقت الذي دخلت فيه الصحافة المحلية عهداً جديداً
من التضييق الرسمي، في صورة تبدو وكأن اليمن ماض في انتقال حثيث نحو الحضيض .. نحو الحضيض وليس أقل من ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق