الصورة:من اجتماع شيوخ عشائر إب بالعاصمة صنعاء. تصوير:م.ح |
*محمد الحكيمي
عصر اليوم، إحتشد المئات من أبناء محافظة
إب وعدد من موظفي وزارة الصحة في قاعة "ليلتي" بالعاصمة صنعاء، بينهم مسؤلين
حكوميين وشيوخ قبائل وبرلمانين ومدراء عموم، حضروا جميعاً لاتخاذ قرار حاسم تجاه جريمة
التقطع والاعتداء السافر الذي تعرضت لها مديرة البرنامج الوطني للتحصين، الدكتورة غادة
الهبوب، السبت الماضي وسط العاصمة.
كانت الجريمة، أن قام 6 مسلحين ينتمون الى
محافظة الجوف، بالتقطع لمسئولة برنامج التحصين، وضربها وطعنها بـ"الجنبية"،
ونهب سيارتها وهواتفها المحمولة ولاذوا بالفرار، دون القبض عليهم من قبل الأجهزة الأمنية
التي بلغت بالحادثة فور وقوعها.
لندع أمر يقظة الاجهزة الأمنية جانباً،
ففي الاجتماع العشائري لأبناء إب اليوم، أقر المجتمعين بأن الاعتماد على سلطة الدولة
وسيادة القانون، ليس سؤى ضعف وعجز، عن رد الاعتبار ومحاسبة المعتدين الذين داسو الأعراف
بانتهاك العرض.
د.غادة الهبوب مديرة برنامج التحصين |
شيوخ كثيرون طالبوا اليوم بالانتقام من
المعتدين، مهما كلف الثمن. وارتفع حماس الجمع الغفير في القاعة بعد كلمات شيوخ إب:
عبدالملك منصور، وعبدالله خولان، ونبيل الباشا، الذين طالبوا رجال إب الغيورين بـ
"غسل العار بالدم"، وتجهيز الرجال بالسلاح، و"أخذ الحق باليد".
وجرى تسجيل اسماء الذين سيذهبون لمعاقبة المجرمين الذين نفذوا الجريمة التي تصل عقوبتها
حد الحرابة.
و أمام غضب ابناء إب المبرر تجاه ما طال
ابنتهم، حاول وزير التعليم الفني والمهني عبدالحافظ نعمان، اقناع الجميع بالسير خلف
سلطة القانون، وإعطاء وزارة الداخلية فرصة أخرى للقيام بواجبها، وربما كان ذلك مطلب
يتمناه الجميع، لكن وقفة موظفي وزارة الصحة طيلة الايام الثلاثة الماضية أمام مؤتمر
الحوار ووزارة الداخلية المطالبة بالقبض على الجناة، لم تلقى فعلاً جاداً، وهو ما يفاقم
الشعور بالإحباط.
نهاية هذا الاجتماع أتفق الجميع على أنهم
سينتظرون ما ستفعله الحكومة خلال اليومين القادمين، ما لم سيتحركون بأنفسهم وأسلحتهم
لمحاسبة المجرمين، وما على الحكومة إلا المشاهدة وحسب.
شخصياً أعلن تضامني التام مع الدكتورة غادة
الهبوب، ومع كل أبناء إب، ولست مع الاقتتال؟
ثمة جريمة نكراء مازال مرتكبيها فارين من
العدالة، وهي جريمة تؤسس لظاهرة جديدة تشهدها البلاد تطال الاعتداء والتقطع للنساء
داخل العاصمة وعلى مرئ ومسمع وزارتي الدفاع والداخلية؟
وثمة بوادر اقتتال بين أبناء إب والجوف،
إذا لم تقم الحكومة بواجبها، فما الذي تنتظره هذه الحكومة التي لم تقم حتى الآن بأية
وفاق بين أبناء الوطن على الاطلاق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق