التسميات

18 نوفمبر 2009

لماذا يبدو كـعدو للصحافة .!؟

حسن اللوزي وزير الاعلام اليمني | الصورة: وكالة سبأ.
لا يحب معظم الصحفيون اليمنيون حسن اللوزي وزير الإعلام ، ولكل صحفي قناعة رفض خاصة تجاه هذا الوزير . وبالعودة للوراء قليلاً سيتذكر الصحفيون أن حسن اللوزي كان أكثر من عمل على حياكة قانون الصحافة اليمنية الذي يطيح بسجل الحريات ، وهو ما يقود إلى القول أن المتسبب الأول في إجهاض حرية الصحافة اليمنية هو شخص واحد فقط هو وزير الأعلام.لعل ما يبدو غريباً وغير متخيل ، هو أن الوزير ما يزال منهمكاً على تقديم نفسه كأحد شعراء الحداثة ، فهو حريص على كتابة القصائد التي ينشرها في كل خميس على أسبوعية (26 سبتمبر) ، وما من شاعر على هذه الأرض يكتب شعراً ويحارب الحرية.لننسى أن الرجل شاعر ، فكاتب الشعر ببساطة هو عاشق للحرية ولايستطيع العيش عكس ذلك.

يذهب كثيرين للقول بأن اللوزي يشعر بحُسن ظن تجاه نفسه ، فهو يعتقد أنه كلما مارس القمع والتعسف ، وكلما صادر الصحف أكثر وأدان العاملين بها سيحظى بثقة الرئيس أكثر . غير أنه لا يدرك بعد أن الرئيس في النهاية لن يمنحه غير تلك المكانة التي تأتي على منوال ما يفعل .
ليس المراد هنا التعرض الشخصي للوزير أو شخصنه الحديث عنه ، الأمر ببساطة يتعلق بأسلوب الوزير الذي يتزعم أهم الوزارات التي يفترض بها نقل انطباع فخم عن اليمن ، وصورة نموذجية خلاقة كي يحظى البلد باحترام العالم.
هل سمع أحدكم بوزير إعلام كرس كل مهامه لقمع وسائل الإعلام .
الجميع يدرك أن قبل هذه الوزارة الحالية للإعلام ، لم يحدث لوزير سابق أن وصلت خصوماته حداً كالحد الذي وصلت فيه خصومات اللوزي مع معظم الصحفيين اليمنيين .
ولم يحدث قط أن توترت الأمور لدرجة التعقيد ، ففي النهاية يحرص كل وزير على أن لا يخسر زملاءه في الوسط فالمنصب دائر وغير متوقف في النهاية . مهما كانت فترتة تتطلب تمرير الأجندة .
بالنسبة للوزير اللوزي ، فيبدو أنه قد حدد علاقته تماماً بـ 1400 صحفي وصحفية في اليمن ، ففي الفترة الأخيرة تصاعدت الأزمة بينه وبين الصحف المستقلة من جهة . وبينه وبين نقابة الصحفيين اليمنيين من جهة أخرى ، وفي مطلع هذا الأسبوع لم يكن من اللائق أن يضيق الوزير ذرعاً بزملائه الذين كانوا ضيوفه. ومها كان النقاش حاداً نتيجة خلفية الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون وإيقاف الصحف ومصادرتها ، فيجب أن ينتهي في النهاية بتصافح الأيدي مع بعضها البعض .
يفترض بالحكومة التعامل بصورة مثلى مع أرفع المنظمات المدنية العاملة في البلاد ، و يفترض برجال الحكومة أدراك أن الصحافة تعني التأثير بقناعة الرأي العام ، لكن ما يحدث يدل على العكس . فالذي حدث مع أعضاء مجلس نقابة الصحفيين في مكتب وزير الإعلام كان أفضل مثال لفهم المستوى الذي وصلت له نفسية الوزير. فالوزير الشاعر تعامل مع وفد النقابة بشكل استفزازي داخل مكتبه، قام الوزير بضرب سطح مكتبه بقبضة يديه للتعبير عن قواه . وهو أمر كاف لمعرفة طموحاته .
ربما كان الزميل جمال أنعم رئيس لجنة الحريات بالنقابة ، أقوى من أن تخيفه قبضة الوزير ، قال أنعم للوزير: " الصحافة اليمنية تشهد أسوء مراحلها منذ توليك وزيراً للإعلام " و " ما يحدث للصحفيين بعهدك لم يحدث مع وزراء شغلوا سابقا منصب وزير الإعلام" . وهو الأمر الذي تداعت أمامه أعصاب الوزير الذي ظهر كارهاً للديمقراطية والحرية . وعدواً للرأي وليس لرأي الزميل أنعم فقط .
من باب الإنصاف يجب القول بأن الشجاعة هنا تحسب للزميل أنعم الذي انتقد اللوزي لعدم فهمه للقوانين بشكل صحيح ، في الوقت الذي يتم تطبيقها بحسب فهمه.
لعل ما أفقد الوزير صوابه هو حين طالب الزميل جمال أنعم الوزير بترك منصبه، والاتجاه للعمل الثقافي والأدبي وتحديداً..الشعر . ولو أن الوزير كان شاعراً فخوراً بنفسه ، لما استفزه الأمر لدرجة طرد الضيوف . فربما كانت رؤية أنعم صحيحة وهو ما يبدو الأرجح .
حاول اللوزي الرد عن طريقة انفعاله على حديث أنعم، فبعد أن قام بضرب يده على مكتبه، شعر بأنه مخطئ. قال بنوع من التبرير ،بأنه ليس لديه استعداد للتعامل مع نقابة الصحفيين اليمنيين إلا بخطابات رسمية ، ولم ينسى التعبير عن استيائه من تصريحات أنعم ومروان دماج في الاعتصامات والتصريحات للصحفيين .
في الأخير .. ثمة أسئلة تحوم حول عداء الوزير لحرية الصحافة ، وربما لم يعد بمقدور أحد تصديق ما يقوله الوزير حين يتحدث عن أية وعود للصحف ، ويبدو أن الرجل مستمر بنهجه تجاه الصحافة .. بيد أنه لا يدرك أنه سيكسب الخسارة الفادحة على كل المستويات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق