التسميات

17 أبريل 2020

الآنسي: الصوت الجبلي الذي لن يتكرر

الفنان اليمني الكبير، الراحل/علي بن علي الآنسي. - حقوق الصورة: المصور: عبدالرحمن الغابري.
* محمد الحكيمي
في مثل هذا اليوم 17 ابريل من العام 1981، رحل فنان اليمن الكبير علي بن علي الآنسي، بعد ان أثرى الفن الغنائي اليمني بأكثر من 103 أغنية من الأغنيات العظيمة، التي لامست عمق الحياة اليمنية.


غنى الآنسي، للريف والحب والثورة والشعب، غنى للنساء والفلاحين والشباب، وللقرى والمحاصيل والأعياد.
كانت ألحانه -وماتزال- تصل محملة بالحنين، وكأن صوته قادم من أعلى الجبل تحمله الريح إلى قاع الأودية، من أجل أن يجعل الحياة ممكنة.

الشعوب التي لا تعرف الفن، هي شعوب فانية، تموت وهي مهمومة. لكن، وبرغم قسوة الحياة اليمنية، ظل شغف اليمنيين بالفن حياً، يحميهم من الفناء. ربما بدأ ذلك الشغف من القرى والأرياف ومن ملالاه الفلاحين ومهاجل الزراعة.

تغنى الآنسي مع فناني جيله، بحياة الريف اليمني، بوصفها مصدراً ملهماً للغناء الفريد من نوعه. ولعل هذا ما يفسر سبب خلود الآنسي وفناني جيله من الكبار، لدرجة أن أغانيهم وحدها بقت خالدة في وجدان اليمنيين، وبدت كل الأغاني الحديثة بعدهم أغانٍ مؤقتة.

برعَ الآنسي في تقديم الفولكلور الشعبي وفولكلور المناطق الوسطى. كان من قلائل فناني اليمن الذين أدخلوا الإيقاعات في ألحانهم. وأكثرهم براعة في غناء اللون الصنعاني، وأداء الأغاني المطولة.
اليوم، تمر الذكرى الـ 39 لرحيل الفنان علي الانسي، وما من شيء يذكرنا بأن البلاد التي نعرفها كانت ذات قيمة، غير الأغنيات الخالدة. ذلك ان الفن اليمني اليوم أصبح هو الآخر في ذمة التاريخ.

هناك تعليق واحد: