التسميات

01 سبتمبر 2009

الشيباني : الكاركتير يفقد الصحافة جزء من الغنائم التي تسعى إليها


لا يجيد كل رسامو الكاركتير الحديث بعمق ، بيد أن المبدع ورسام الكاركتير ريان الشيباني يتحدث بصورة جذابة ومقنعة عن ما يقوم به لدرجة شد الانتباه ، وهو أمر يندر مصادفته في الوسط الصحافي ، فالشاب الذي يعمل رساماً للكاركتير في صحيفة ( حديث المدينة ) ، يحترف رسم اللوحات التشكيلية ببراعة و يحترف الكتابة ، وهو الآن متحمس جداً لإدارة موقع ( المستشار نت ) الخدمي . وربما كان ذلك مبرراً كافياً لتضاءل المنتمين لهذا الحقل . فالواقع المهني لفن الكاركتير في اليمن رديء للغاية ، وربما يصعب إقناع أية صحيفة بأهمية تخصيص مساحة ما لهذا الفن الهام والذي يكاد ينقرض وهو في طريقه إلى ذلك .. وقد تحدث ريان الشيباني إلى ( محمد الحكيمي )عن واقع الكاركتير ومدى تأثيره وأشياء أخرى .... مقتطفات:
يستطيع الكاريكاتير إختزال الكثير من الكلام الذي نريد التعبير عنه، وبشكل مقنع وناقد، الى حد السخرية أيضاً.. ما لذي تود قوله ريشة ريان؟
.. أنا لا أميل كثيراً لتجربة الفن الكاريكاتوري بمعناه المجرد، في العام2006أقمت معرض تشكيلي يمزج بين التجربة الكاريكاتورية ولكن بترميز ثقافي مختلف، لا يوصل الفكرة الكاريكاتورية بشكلها المنفرد، بقدر ما تحمله فكرة إقامة المعرض من تهكم وسخرية، حيث أقمته في بيت شعبي استأجره صديق لي، ولكن الكاريكاتور بصورة عامة هو ذاكرة الناس الشعبية، وحالة توثيق انطباعية آنية، قد لاتجد الفرصة للبقاء، إذا لم تجد من يصطادها، ولهذا يكون الفنان الكاريكاتوري في أحسن حالاته، صياد ماهر.
الى أي حد يمكن للريشة التعبير أو الاحتجاج عن ما هو قائم، كي تصل الفكرة للجمهور؟
الفن الإحتجاجي من وجهة نظري اختزال لحالات الترهل والمطاطية القائمة في تاريخ الاحتجاج، ولهذا تتمتع الفنون الاحتجاجية بنفس قصير وخاطف، ولها تأثير الطلقة في المسدس كاتم الصوت، ودائما مايكون ضجيج لافتة رفعت في مظاهرة احتجاجية صامتة أبلغ من خطبة عصماء أستغرق صاحبها آلاف الكلمات والحروف لصياغتها.
أين يقع الفن الكاريكاتوري، إذا ما صنفنا الفنون؟
يقع في منطقة التماس بين البرجماتية اللونية (المعنوية) للأغراض المختلفة للفنون وبين البرجماتية الحياتية، حيث حقوق الأقليات والمهمشين والمسحوقين والتي هي بحاجة الى أن تنزل الفنون من أبراجها العاجية وتتجرد من المعنى التفردي الواحد لكونها تجسد مدينة فاضلة غير موجودة أصلا، كما إنه يوجد كحالة سخرية ورفض حيث الطغاة والمستبدين ببطونهم وأوداجهم المنتفخة ولياليهم التي تضج بصخب الحروب وسماسرتها ومن هنا نستطيع أن نصف الكاريكاتور على أنه من أكثر الفنون مقاومة للإغراء ولذا يحظى بتقدير ومشاهدة عاليين.
باستثناء بعض الصحف الرسمية، فإن الفن يبدوا غائبا كليا عن بلاط صاحبة الجلالة، ما السبب؟
برأيي أن الفن الكاريكاتوري صدامي وغير متصالح، والصحافة اليمنية لاتعدو عن كونها أيقونة في إطار لعبة التوازنات القائمة، ولهذا يسعى الفن الكاريكاتوري ولو بشكل غير مقصود إلى إفقاد هذه الصحافة جزء من الغنائم التي تسعى إليها فالكاريكاتور لايخدم الفكرة القائمة على المراجعة والتصالح، كما أنه يتأثر سلباً بحالة القمع والمصادرة التي تنتهجهما السلطات بحق الصحفيين.
أنت ترسم الكاريكاتور، وتميل الى رسم اللوحة التشكيلية، ما لذي أخترته، ومن الذي أختارك في النهاية ؟
في النهاية تختار أن لاتختار، في بلد كهذا، لأن الضريبة أصبحت باهضة جداً مع الاختيار،خاصة للأشكال الحياتية الإنسانية، كالفن والكتابة، ونحن في مجتمع لايؤمن إلا بالمجهود العضلي، ولكن تبقى حياة الشخص مفرغة، تبقى هناك محاولة للطيران ولو بجناح مكسور، وتلازمك هواجس العودة الى الفن كقدر من المعضلات التي لاتنفك تعيش إلا بها.
التأثير البصري الذي تقوم به.. هل وجدت أن ثمة لون يخصك قمت بابتكاره بين الكاريكاتور واللوحة؟
اللون له حكاية أخرى، تعجبني الألوان الصاخبة، وبالطبع أكره كثيرا الأشكال في اللوحة وأنجذب الى التكوينات اللونية، وهو مبرر حقيقي لإبتعادي عن الكاريكاتور كشكل وفكرة، الفكرة المبهمة للفن تحضر حيث تنساق الألوان الى مزاج أقرب للعفوي، وتصنع شلالات من الرؤية التي لاتضع المشاهد أمام إختيار وحيد وساذج بقدر ما تصنع في عقله دهشة غير مكتملة المعانى.
هل شاركت بمعارض فنية؟ تبنت أي من الاثنين؟
نعم، المعرض الأول في بيت صديقي ( صادق غانم )، على شكل موتيفات رسمت بالقلم الرصاص والحبر، وأحتفى بالمكان ولم يحتفي باللوحة، أما الآخر في رواق مؤسسة السعيد بمشاركة فنانة سورية شابة، وكنت أأمل بإقامة المزيد بيد أن ظروف أجلت مشروع المعرض الثالث، ويعتبر المعرضين تشكيليين أكثر منهما كاريكاتووريين.
ما هو أسوء ما في الكاريكاتور اليمني ؟
قلت في جواب السؤال الأول أن الفنان الكاريكاتوري صياد ماهر، هناك مع الأسف فنانيين كاريكاتوريين يصطادون في الماء العكر، ويتسلقون على الظهور المحنية، يصنعون من أوجاع الناس أمجادا لهم، وبالبساطة لايعدون عن كونهم، ملمعين أحذية لأصحاب الفخامة، والأسوأ من ذلك أفكارهم الجامدة والرتيبة التي تصنع من السجن متنزه ومن السلطان إله.
معظم الفنانيين التشكيليين ورسامي الكاريكاتور المهنيين محبطين تماما، ويعانون من أوضاع مزرية ؟ لماذا يرتبط هذا الفن بكل هذا التعقيد؟
الفن هو حالة فيزيائية ذهنية ثورية، تخوض في التفاصيل، وكثيرا ما تصل إلى حالة كساد في المشاعر والأحاسيس، وعند هذا الكساد يصل الفن الى حقيقة أنه يغرد خارج السرب، هناك أشكال حياة بالية في هذا البلد،ولهذا تصبح وظيفة المشاعر لشحن البضائع لا الفنون كما قال الماغوط، أكثر الفنانين حظوة من قاوموا إغراءات السلطة للمراوحة في المكان .

هناك تعليق واحد:

  1. ماشاء الله تبارك الرحمن
    جهد مميز ..
    ومعلومات استفد منها بشكل كبير
    سأحتفظ بمدونتك لدي لأنني سأعود لها كثيراً
    وجدت بها ماأبحث عنه
    بالتوفيق أخي الفاضل

    ردحذف