التسميات

18 أغسطس 2009

عايش يتحدث عن أسوأ ما في الصحافة اليمنية


الزميل الصحفي محمد عايش | تصوير: كريمة الصهيبي.
يمضي الزميل محمد عايش ( رئيس تحرير موقع الشورى نت ) باتجاه العمل على منوال مهني رفيع للغاية ، ومنذ توليه العمل في صحيفة الشارع قبل عامين ، أستطاع مدير التحرير ذو المهنية العالية ، أن يكون كاتب أهم التحاليل الإخبارية دون تجاوز، وبعد تسلمه منصب رئيس التحرير التنفيذي لمجلة ( أبواب ) الشهرية ، أضاف عايش للصحافة اليمنية نوعاً من المهنية الجادة في تناول المسكوت عنه ، والتي تحسب له في ثلاثة أعداد متوالية أشرف على تحريرها من ( أبواب ) ، ويبدو عايش هادئاً هذه المرة على غير عادته ، فيما يشبه الاستعداد لتجربة مفاجئة للصحافة اليمنية على حد سواء . وربما كان الحديث مع عايش يشبه الخوض في مغامرة رصينة .. تتطلب الاستعداد لذلك .!! وقد تحدث عايش من مكتبه بصنعاء لـ ( مدونة محمد الحكيمي ) عن شئون هامة في الوسط وعن أسؤ ما في الصحافة اليمنية وأشياء أخرى .. هذه مقتطفات :
الصحافة هي المهنة التي تقوم على جمع المعلومات وتحليل الأخبار والتحقق من مصداقيتها ، قبل تقديمها للجمهور .. هل يحدث هذا الامر في اليمن ؟
يحدث إلى حد ما. أو لنقل إن هذا ما تحاول الصحافة اليمنية فعله لكنها تقع في الكثير من الإخفاقات، فعلى مستوى "جمع المعلومات" تعودت الصحف لدينا على انتظار ما يصل إليها من معلومة دون أن تبذل هي الجهود المفترضة للحصول على هذه المعلومة. وبالنسبة لـ"تحليل الأخبار" فهذا أمر غائب بالمجمل إلا من بعض الاستثناءات، أما "التحقق من المصداقية" فلدينا تجارب جديدة لصحف ناشئة بدأت في الابتعاد عن ما كان قائما في صحف الحكومة والمعارضة؛ باعتماد معايير أعلى للتدقيق في المعلومة وفحص مصداقيتها قبل النشر.

من المعروف عن محمد عايش ، المرور بتجربة مهنية لافتة ، من خلال عمله كمدير تحرير لصحيفة أسبوعية ، ورئيس تحرير لمجلة شهرية .. ما الذي تعتبره أنت أسوأ ما في عمل الصحافة اليمنية ؟
أسوأ ظاهرة في العمل الصحفي في اليمن، هي "الوصاية" المفروضة من السياسي على الصحفي .. فعليك حين تكتب خبرا أو تحليلا أو أي مادة صحفية أخرى، بالمهنية والمصداقية المطلوبة، أن تتوقع رد فعل عنيف من قبل طرف سياسي ما، قد يكون هذا الطرف هو السلطة ومسئوليها أو المعارضة وقياداتها، ولدى كل من الطرفين وسائله لإرهابك حين تكون محايدا: لدى السلطة أجهزة الأمن والنيابة والقضاء و"فاعلو الخير"، ولدى المعارضة التهم الجاهزة وسلاح الشائعات المعروف، فأنت تصبح "عميلا" و"تابعا مأجورا" للسلطة وللأجهزة حين تنفرد، مثلا، بنشر معلومات عن تطور معين ليس في مصلحة المعارضة نشره مع أنه حدث في الواقع. مثلما قد يلقى بك إلى السجن أو تتعرض لأي مصاب إن كتبت عن فاسد يعمل وزيرا أو شيخا لقبيلة.

لنتحدث عن التأثير المرافق لكلمة السلطة الرابعة .. هل ترى أن بمقدور صحفي ما صنع تحول جاد وفارق في بلد كاليمن ؟
نعم، أعتقد ذلك، وإن بصعوبة كبيرة وتضحيات.

ما تزال مسألة صناعة الخبر في الصحافة اليمنية غائبة كلياً عن رؤساء التحرير نتيجة القصور وتدني المهنية ، وربما كانت معظم الاخبار المتداولة في الصحف المحلية تعود لمصدر واحد .. بالنسبة لك كيف تستطيع الوصول لتلك الصناعة الحقيقية من حيث التحليل وجلب المصادر للخبر الذي يتصدره أسمك ؟
أعتقد أن من أهم المهارات التي ينبغي توفرها في الصحفي، إضافة إلى الموهبة، هي ما أسميها مهارة "الحضور الدائم" أي أن تكون متابعا دؤوبا وراصدا جيدا لكل التطورات والأحداث كي تتمكن من فهم ما يحدث والربط بين مقدماته للوصل إلى توقع دقيق بشأن نتائجه.
حسنا، من النادر جدا أن تجد رؤساء تحرير أو محرري أخبار منهمكين إلى هذه الدرجة (مع أنه ليس انهماكا) في المتابعة ومراكمة المعلومات، لذلك تجد الجميع يكتفي عند موعد إصدار الصحيفة بنشر آخر ما تداولته وسائل الإعلام أو مصادر الأخبار بشأن المعارك السياسية، مثلا، ليتم نشر ذلك دون حتى أدنى ربط بين ما "التطور الأخير" وبين "التطور السابق" الذي نشرته الصحيفة نفسها، وهكذا تبدو الأحداث في اليمن، على صفحات صحفنا، كما لو كانت منفصلة عن بعضها البعض أو تسير بعشوائية وتتطور دون أي منطق.

حالياً .. ترأس تحرير موقع اخباري لافت.. هل تجد فارق ما بين تأثير الصحافة الالكترونية و الصحافة الورقية ؟
إن كنت تقصد فارقا على صعيد الجمهور، فبالتأكيد هناك فارق لمصلحة الصحافة المطبوعة، أما على مستوى المهنية وتقديم أداء مختلف فليس هناك فرق.
الإعلام الإلكتروني في اليمن حقق قفزة على مستوى التواجد والتعدد، لكن الحال انتهى به إلى إعلام "موالي" و "معارض" بما فيه المواقع الالكترونية التي تحمل صفة "المستقلة" والتي في العادة لا تخرج عن ما تريده الحكومة أو ما تبحث عنه المعارضة.

ما رأيك بدور نقابة الصحفيين اليمنيين اجمالاً، وبتعاطيها لقضايا منسبيها بشكل خاص ؟
دورها بائس جدا، والتقاسم الحزبي والسياسي هو المسئول عن ذلك، وإلا فعلى مدى الأعوام الماضية وحتى الآن عرفنا عناصر نقابية فعالة ساهمت في الحفاظ على الحد الأدنى من ما هو مطلوب من النقابة لمنتسبيها، غير أن مثل هذه الجهود تتحطم في النهاية على صخرة الهيمنة السياسية القائمة داخل مجلس النقابة وهي الهيمنة الموزعة بين الحزب الحاكم وبعض معارضيه.

من صفر الى عشرة .. رتب لنا بالاسم الصحف التي تقرأها ؟
خذ أكثر من عشرة، واحسب ما تعرفه من الصحف اليمنية التي أقرأها، وأقل من هذا الرقم بكثير للصحف التي أهتم لها.

هناك تعليقان (2):

  1. محمد عايش صحفي جيد عرفناه في صحيفة الشارع الاسبوعية ، وكلامه في المقابلة تدل على أنه من الصحفيين الجيدين في اليمن .. نتمنى له دوام العطاء وشكراً .

    ردحذف
  2. ماشاء الله تبارك الرحمن
    جهد مميز ..
    ومعلومات استفد منها بشكل كبير
    سأحتفظ بمدونتك لدي لأنني سأعود لها كثيراً
    وجدت بها ماأبحث عنه
    بالتوفيق أخي الفاضل

    ردحذف