التسميات

23 أغسطس 2009

جون مارتي : المدنيون يجبرون على الفرار من صعدة


يوجد في اليمن آلاف النازحين داخل البلاد حيث تفاقمت الأوضاع الإنسانية خلال الأيام القليلة الماضية بسبب اندلاع الاقتتال مجددًّا في محافظتي "صعدة" و "عمران". وقد تحدث السيد "جون نيكولا مارتي"، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، في هذا الحوار عن أوضاع الأشخاص النازحين هناك ، لرئاسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.. نص الحوار :
ما هي الأوضاع الراهنة في "صعدة" والمناطق الأخرى المتضررة من الاقتتال في شمال اليمن؟
تصاعدت حدة المواجهات المسلحة خلال الأسبوعين الماضيين ولا تزال مستمرة حتى اللحظة.
ونتيجة لذلك، فر آلاف الأشخاص من الاقتتال بحثًا عن ملاذ يحميهم في مدينة "صعدة" والمناطق المجاورة.وفي "عمران" ("حرف سفيان") أيضا نزح مئات الأشخاص بسبب الاقتتال، وتشتتوا عبر المحافظة. ومن الوارد أن هؤلاء النازحين داخل البلاد لم يأخذوا سوى القليل من ممتلكاتهم. وعليه، فإننا نعتقد أنهم في حاجة ماسة إلى مساعدتنا. غير أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ليس لديها حتى الآن أرقامًا دقيقة عن عدد النازحين. ففي الوقت الراهن، تظل قدراتنا على النفاذ إلى أشد المناطق تضررًّا محدودة، غير أننا سننتهز أي فرصة تأتينا لتوفير مساعدتنا الإنسانية في كل مرة تسمح الظروف لموظفينا بالتنقل في أمان وسلام.
وصلتنا أخبار تشير إلى أن الكثير من الناس فروا من منازلهم. ما هي احتياجاتهم في الوقت الراهن؟
تشعر اللجنة الدولية بقلق عميق بشأن مصير المدنيين المتضررين من الاقتتال في محافظتي "صعدة" و "عمران" والمناطق المجاورة. وندعو بالمناسبة جميع الأطراف في الاقتتال إلى اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية حمايةً للأرواح والممتلكات.
وحتى الآن، وصلت آلاف الأسر إلى مدينة "صعدة"، وبدأت في البحث عن مكان آمن تسكن إليه.ويكمن أكثر احتياجاتهم أهمية حاليا في المأوى، والمياه، والغذاء، والحصول على الرعاية الصحية. وقد أدارت اللجنة الدولية، بتعاون وثيق مع جمعية الهلال الأحمر اليمني، ولا تزال عدة مخيمات للنازحين طوال السنوات الأخيرة في مدينة "صعدة" حيث حضر مؤخرًا العديد من الأسر النازحة إلى هذه المخيمات. وقد تم توزيع المواد الطبية الأساسية على بعض المخيمات، وعلى عيادة للهلال الأحمر اليمني ترعى النازحين، كما تُوزَّع المياه عليها يوميًّا. كما قمنا بتوفير 100 خيمة لنازحين جدد.
وبالنظر إلى العدد المرتفع للنازحين الجدد، فإننا نقوم حاليا بفتح مخيمات أُغلِقت العام الماضي لإيواء ما يناهز 2800 شخص إضافي. وتقوم اللجنة الدولية والهلال الأحمر اليمني حاليا بتقييم احتياجات السكان في محافظتي "عمران" و "حجة"، شمال غرب "صنعاء". ويتم التخطيط لعملية طارئة لتوزيع المياه والمستلزمات الأساسية الأخرى خلال الأيام القادمة.
تدير اللجنة الدولية والهلال الأحمر اليمني مخيمات للنازحين في محافظة "صعدة". فهل استطعتم النفاذ إلى هذه المخيمات خلال الأسبوع الماضي؟
لم تواجه اللجنة الدولية ولا الهلال الأحمر اليمني مشاكل تُذكر للنفوذ إلى المخيمات في مدينة "صعدة". لكننا واجهنا بعض المشاكل عندما حاولنا النفاذ إلى المخيمات الموجودة خارج المدينة.
سمعنا باختطاف 15 متطوعًا من الهلال الأحمر اليمني الأسبوع الماضي. هل يواجه موظفوكم أي مشاكل أمنية؟
يسعدنا الإشارة إلى أنه تم الإفراج عن متطوعي الهلال الأحمر، وهم في صحة جيدة، وينعمون بالأمن والطمأنينة. الأوضاع في هذه المنطقة من اليمن متقلبة للغاية في الوقت الراهن. ومنذ اختطاف تسعة أجانب قبل شهرين وقتل ثلاثة منهم، فإن تنقلات اللجنة الدولية، وخاصة موظفيها الدوليين، في المنطقة ظلت محدودة، إذ تتبع اللجنة الدولية والهلال الأحمر اليمني خطوات في منتهى الحيطة والحذر لضمان تنقل موظفيها في أمان وسلام. وتشمل هذه الخطوات تذكير أطراف الاشتباكات المسلحة أن عليها احترام العاملين الإنسانيين، وضمان توفير ممرات آمنة للذين يحملون شارة الهلال الأحمر للوصول إلى ضحايا الاقتتال.
ما هي الخدمات التي قدمتها اللجنة الدولية للأشخاص المتضررين من الاقتتال في الشمال خلال السنوات القليلة الماضية؟
تعمل اللجنة الدولية في شمال اليمن منذ عام 2004، وتعمل، بتعاون مع الهلال الأحمر اليمني، على مساعدة الناس على التكيف مع آثار الاقتتال. وبالإضافة إلى أنشطتنا الأخرى، نقوم حاليا بتوفير المياه النظيفة، والمستلزمات المنزلية الأساسية لأشد الناس تضررًا، وندعم العديد من المرافق الطبية، بما فيها تلك التي توفر الرعاية للأشخاص النازحين في مخيمات مدينة "صعدة".
المصدر : اللجنة الدولية للصليب الأحمر
19/ 8 / 2009

هناك تعليق واحد:

  1. ماشاء الله تبارك الرحمن
    جهد مميز ..
    ومعلومات استفد منها بشكل كبير
    سأحتفظ بمدونتك لدي لأنني سأعود لها كثيراً
    وجدت بها ماأبحث عنه
    بالتوفيق أخي الفاضل

    ردحذف